عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري وتباحثت في الأوضاع المستجدة على الصعيدين اللبناني والفلسطيني، وصدر عنها البيان التالي:
بالأمس عمت الفرحة الممزوجة بالألم وجوه أهل غزة، وكل مؤمن شريف ومقاوم وكل إنسان حر، عندما شاهد المرحلة الأولى من تنفيذ وقف إطلاق النار بإطلاق 90 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال الصهيوني، والفرحة الأكبر كانت عندما شاهدنا قوات الشرطة الفلسطينية في غزة تنتشر في القطاع لحفظ الأمن وتسهيل أمور المواطنين وتنظيم عودتهم، ما جعل العدو الصهيوني يُفجع ويتساءل بعد كل هذا التدمير الكبير من أين أتت هذه القوات وأين كانت هذه الاليات التي استعملتها الشرطة الفلسطينية في غزة؟ وهذه واحدة من أدلة الانتصار، حيث أن كل ما كان يخطط له العدو الصهيوني من أن اليوم التالي لوقف إطلاق النار سيشهد سلطة جديدة يقررها هو، ولن يكون لحماس أي دور، فإذا به يفشل ويجعل غالبية قادته والمحللين السياسيين يعلنون أنهم هُزموا في غزة، إن الذي حصل في غزة بعد الذي حصل في لبنان يؤكد هزيمة الكيان الصهيوني وانتصار محور المقاومة، بعد عدم قدرة الكيان على تحقيق أهدافه من الحرب، وبرغم الخسائر الكبيرة التي ألمت بحماس من خلال استشهاد القائد إسماعيل هنية والقائد يحيى السنوار والقائد صالح العاروري، وما ألم بحزب الله من استشهاد سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، والسيد الهاشمي هاشم صفي الدين وقادة عسكريين كبار، إلا أن النصر الذي تحقق والذي يعتبر بحق بداية زوال الكيان الصهيوني، يجعلنا نعتبر أنه من اجل هذا الهدف ترخص التضحيات، ونحن أمة مستعدة للاستمرار في الجهاد حتى تحقيق النصر الكامل وتحرير فلسطين كل فلسطين، وزوال الكيان الصهيوني، وهذا لن يكون بعيداً بإذن الله تعالى.
إن الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماعها الدوري ومناقشتها للأوضاع في لبنان وفلسطين تعلن ما يلي:
أولاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للإنجاز التاريخي للمقاومة في غزة من خلال فرض وقف إطلاق النار على العدو الصهيوني، من دون تحقيق أي هدف من أهدافه، سواء بالقضاء على حماس التي اضطر للتفاوض معها، والتي أمسكت بالوضع على الأرض، أو عدم قدرته على استعادة الأسرى بالقوة من دون تقديم تنازلات بإطلاق أسرى فلسطينيين بالمقابل.
ثانياً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة الإسلامية في فلسطين على العملية البطولية التي أدت إلى مقتل ضابط صهيوني وإصابة ثلاثة جنود صهاينة آخرين من خلال انفجار عبوة ناسفة وضعها في طريقهم المجاهدون في طوباس بالضفة الغربية.
ثالثاً: يحذر تجمع العلماء المسلمين من أن ما نشهده في الجنوب اللبناني من خلال عمليات تدمير ممنهجة، ومن خلال إعاقة انتشار الجيش اللبناني، ما يضطره إلى تأخير انتشاره رغم جهوزيته، يحمل في طياته نوايا خبيثة تحتاج إلى موقف صارم من الدولة، وطلب اجتماع سريع للجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، وتحذيرها من أن تجاوز مهلة الستين يوماً بلحظة واحدة ستؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وستضطر المقاومة إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة.
رابعاً: يتطلع تجمع العلماء المسلمين بكثير من الإيجابية لما يتم تداوله عبر الصحف من أن تفاهماً حصل بين رئيس الحكومة المكلف الدكتور نواف سلام والثنائي الوطني، وأن هناك نية لتشكيل حكومة ميثاقية، نأمل أن تبصر النور سريعاً، وأن تمثل تطلعات الشعب اللبناني بالحرية والسيادة والاستقلال، وتأمين الخروج من المأزق الاقتصادي الذي يعاني منه الوطن.
بيان الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين بعد عقد اجتماعها الدوري