تعليقاً على إعلان إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
أخيراً حققت المقاومة في غزة ما كان متوقعاً، وأثبتت أن إرادة الشعوب أقوى من بطش العدو الصهيوني وآلة دماره، واضطرته أن يذعن صاغراً لشروطها ويوافق على وقف إطلاق النار، صحيح أن هذا حصل بعد تضحيات جسام وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ودمار شبه كامل لغزة، إلا أن العدو رغم مجازره خرج مهزوماً من خلال عدم قدرته على تحقيق أي هدف من أهدافه، فهو لم يستطع القضاء على حماس كما كان يقول، بل اضطر للتفاوض معها وأثبت بذلك شرعية وجودها رغم أنفه وأنف الولايات المتحدة الأمريكية، وهو لم يستطع أيضاً إطلاق سراح الأسرى لدى حماس والجهاد وحركات المقاومة في غزة بالقوة العسكرية، بل اضطر للتفاوض وإطلاق الأسرى الفلسطينيين من السجون الصهيونية في المقابل، وهو لا يستطيع ولن يستطيع فرض طبيعة الحكم في غزة بعد وقف إطلاق النار، بل إن أهل غزة هم من يقرر من يحكمهم ويدير أمورهم.
إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نهنئ أهل غزة ومقاومتهم البطلة على هذا الإنجاز الضخم والانتصار الناجز، ندعو إلى أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة بناء لما تهدم، وتضافر الجهود للخروج من حالة التهجير المفروضة على أهل غزة وعودتهم الآمنة إلى منازلهم في كل القطاع، فلا يوجد منطقة ممنوعة عليهم. إننا في تجمع العلماء المسلمين نعتبر أن دماء شهداء معركة طوفان الأقصى لم تذهب هدراً بل أثمرت نصراً خاصة شهادة القادة العظام كالشهيد إسماعيل هنية، والشهيد يحي السنوار والشهيد صالح العاروري، ولولا مساندة قوى المحور وعلى رأسها المقاومة الإسلامية البطلة في لبنان التي دفعت أغلى الأثمان في سبيل نصرة غزة، ابتداء من شهادة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (قدس الله سره الشريف)، والشهيد السعيد السيد هاشم صفي الدين، وكل القادة الشهداء والمجاهدين العظام الذين لم يبخلوا في تقديم أغلى ما عندهم في سبيل نصرة أهل غزة ورفع الظلم عنهم، ومساندة الحشد الشعبي في العراق، والمساندة الرائعة لليمن السعيد التي استمرت حتى اللحظة الأخيرة.
إن محور المقاومة يمر اليوم بمرحلة مصيرية يجب عليه أن يثبت وجوده أمام الأخطار التي يتعرض لها، وهو وإن خرج من تجربة مريرة كلفته الكثير إلا أن ذلك لم يضعفه ولن يثنيه عن مواصلة الجهاد حتى تحرير فلسطين كل فلسطين من العدو الصهيوني، وهذا عهد ووعد لن تتخلى عنه المقاومة، إن الأمة الإسلامية تمر اليوم بمرحلة مصيرية، خاصة بعد العدوان الصهيوني على سوريا واحتلاله لأراضٍ واسعة منها ما يفرض إعداد لمقاومة جماهيرية تجبر المحتل الصهيوني على الانسحاب، فهذا العدو لا يمكن أن يترك أرضاً احتلها إلا بالمقاومة، وهذه التجربة عاصرناها في كل مراحل احتلال العدو الصهيوني لأراضينا.
لقد أثبتت معركة طوفان الأقصى أن العدو الصهيوني ليس أسطورة وقوة لا تهزم، بل يمكن هزيمته، وما حصل في 7 تشرين الأول يمكن أن يحصل مراراً وتكراراً وقد فضحت هذه المعركة همجية العدو الصهيوني الذي قتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ في غزة ولبنان، غير أن صمود الأهالي والمقاومة والقتال الأسطوري للمجاهدين أجبر الكيان الصهيوني على التراجع والتسليم بهزيمته وانتصار المقاومة.
بيان تعليقاً على إعلان إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة