عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري الذي خصصته للبحث في الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني في مجدل شمس، وصدر عنها البيان التالي:
هي مجدل شمس عنوان العروبة والبطولة، البلدة الأبية التي رفضت قرار الكنيست الصهيوني ضمها إلى الكيان، وما زالت تعتبر نفسها بلدة عربية سورية مقاومة ترفض الاحتلال وترفض الاندماج بالمجتمع الصهيوني الذي يعتبر مجتمعاً إرهابياً إجرامياً، هي مجدل شمس بلدة سلطان باشا الأطرش الذي قاوم الفرنسي ودعا لوحدة العالم العربي، ودعا إلى استقلال سوريا، هي مجدل شمس حيث قدمت شهداء وأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني دفاعاً عن عروبة هذه البلدة والجولان المحتل وانتمائها إلى سوريا كجزء من العالم العربي. وما حصل بالأمس من سقوط لصاروخ للقبة الحديدية الصهيونية، والذي أدى إلى ارتفاع عدد من الشهداء أغلبهم من الأطفال، حاول العدو الصهيوني أن يتهم المقاومة الإسلامية بهذه الجريمة، وهذا لا يمكن أن ينطلي على أحد خاصة على أهل الجولان الأبطال، ذلك أن المقاومة الإسلامية حتى اليوم لم تتعرض لما يسمى بالمدنيين في الكيان الصهيوني، مع أنه لا يوجد مدني في الكيان الصهيوني، كلهم مجرمون، لم تتعرض لهم فكيف تتعرض لأبناء الجولان العربي الأشم، هي المقاومة التي أعلنت من اللحظة الأولى أنها غير معنية بهذه الجريمة، وأن الصاروخ الذي سقط هو صاروخ دفاع جوي، ولعله قد يُكتشف في مرحلة أخرى أنه قد رمي عن قصد من قبل الكيان الصهيوني لإتهام حزب الله لإيقاع فتنة بين الموحدين الدروز والمسلمين الآخرين في لبنان وفي العالم العربي، ونحن كنا قد حذرنا سابقاً من أن العدو الصهيوني سيسعى بعد فشله في تحقيق أهدافه من العدوان على غزة إلى بث الفتنة في داخل المجتمعات العربية والإسلامية، ولذلك لا بد من التحذير من هذا الموضوع الذي قد تكون هذه الجريمة بداية لها.
وهنا فإننا في تجمع العلماء المسلمين ننوه بمواقف المشايخ الأجلاء في لبنان وسوريا وفلسطين من هذه الجريمة النكراء ووضعهم للأمور بنصابها ورفضهم الإنجرار للفتنة التي يسعى لها العدو الصهيوني، هذا الموقف الذي يعبر عن الوحدة الإسلامية في مواجهة الفتنة التي يسعى لها أعداء الأمة وعلى رأسهم الكيان الصهيوني، وننوه أيضاً بموقف الزعيم الوطني وليد جنبلاط الذي أعلن أن طائفة الموحدين الدروز كانت وما زالت وستبقى مع المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني.
أما بالنسبة للتهديدات الصهيونية، فإننا في تجمع العلماء المسلمين نعلن أننا نقف وراء المقاومة في كل خيار تتخذه للرد على أي عدوان قد يغامر به العدو الصهيوني، وهذه المرة لن يكون هناك مكان في الكيان الصهيوني بعيد عن متناول المقاومة، وإذا أرادوها حرباً فلتكن، فنحن على استعداد لكل الاحتمالات بما فيها الحرب الواسعة، فلا يرهبوننا بها، ولا يغامرون بذلك لأنها إن حصلت ستكون بداية زوال الكيان الصهيوني.
ونعود لننوه بمواقف أهالي الجولان وعوائل الشهداء بطردهم للوزراء الصهاينة وأعضاء الكنيست ورفضهم لاستقبال المجرم نتنياهو الذين يريدون أن يذرفوا دموع التماسيح على شهداء هم كانوا السبب في قتلهم، وبالتالي نحن مع الموقف الذي أعلنه أهالي ضحايا مجدل شمس والموحدون الدروز في منطقة الجولان، من أنهم يرفضون تسييس الحادثة ويعتبرون أن ما جرى هو جريمة ارتكبها العدو الصهيوني.
كل العزاء لعوائل الشهداء ولأهالي مجدل شمس وللموحدين الدروز في الجولان وفي لبنان وسوريا وفلسطين على شهادة أبناءهم، والدعاء للباري عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يمّن على الجرحى بالشفاء العاجل إنه سميع مجيب، وإنها وحدة إسلامية حتى تحقيق الأهداف، وأهمها وأولها تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.