عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري الذي خصصته لمتابعة التطورات في فلسطين المحتلة والجنوب اللبناني وصدر عنها البيان التالي:
دخلنا في الشهر السابع للعدوان على غزة. وما زالت صامدة في وجه كل الاعتداءات وكل المجازر وكل الإرهاب الذي تمارسه آلة القتل الصهيونية بالدعم اللامحدود من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية الاستكبارية الاستعمارية، والصمت المدوي للعالم العربي الذي تعدى من كونه صمتاً ليصبح مشاركة في المؤامرة التي تتعرض لها غزة، لقد تحول هذا الاعتداء إلى جريمة ضد الإنسانية وإلى عملية إبادة جماعية، ولن يستطيع العدو الصهيوني أن يحقق أي إنجاز مهما فعل، غير أن الأمور تحتاج إلى صبر وصمود، ومن خلال هذا الصبر والصمود نصل إلى النصر بإذن الله تعالى، ذلك أن النصر الموعود بات قريباً وقريباً جداً وسط معلومات عن انهيارات في داخل المجتمع الصهيوني، وعن خلافات حادة بين أركان القيادة الصهيونية حول مسار العمليات، فمنهم من يريد الاستمرار باتجاه الدخول إلى رفح، ومنهم من يريد أن يستجيب للضغوط الأمريكية للخروج بوقف إطلاق للنار يضمن حفظ بقية ماء وجه كي لا تكون الهزيمة هزيمة كلية.
إن الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماعها الدوري ومناقشتها للأوضاع المستجدة في لبنان والمنطقة وخاصة ما يحصل في غزة الصمود والتصدي يعلن ما يلي:
أولاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة الإسلامية البطلة على إسقاطها لطائرة «هيرميس900» الأكثر تطوراً في سلاح المسّيرات عند العدو الصهيوني، الذي اعتبر أن هذه العملية وهي ضربة مؤلمة للكيان، ولذلك فإننا نعتبر أن هذا الإنجاز يصب في مصلحة المقاومة وسيؤدي إلى أن يردع سلاح المسّيرات عن الخوض في اعتداءات أخرى عندما يعتبر نفسه معرضاً لخطر السقوط.
ثانياً: إن إعلان جيش العدو الصهيوني استعداده للانتقال من الدفاع إلى الهجوم على جبهة لبنان هو مجرد محاولة لشد العصب ومحاولة من أجل رفع المعنويات، وأنه قادر على الانتقال إلى الهجوم، غير أن هذا الأمر ليس واقعياً، وإنما سيؤدي حتماً فيما لو جرب إلى أن يتلقى ضربة مؤلمة لم يتعرض لها في السابق.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين المعاملة اللا إنسانية للأسير وليد دقة، الذي أدى إلى استشهاده داخل مستشفى «آساف هروفيه» إثر تدهور حالته الصحية الناتجة عن سوء المعاملة الطبية، ويعتبر تجمع العلماء المسلمين أن هذا الأمر لا بد من أن يدخل في إطار التحقيق حول سبب الوفاة، ويجب على العدو الصهيوني تسليم جثمان الشهيد إلى أهله لكي يوارى في الثرى في داخل أرض فلسطين الحبيبة وسط الأهل والأحبة.
رابعاً: يحيي تجمع العلماء المسلمين مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق الذين استهدفوا صباح اليوم الإثنين قاعدة اليفالط الصهيونية شمال بحيرة طبريا في الأراضي المحتلة بالطيران المسّير، ويعتبر أن مشاركة المقاومة الإسلامية في العراق هي إضافة ضرورية من أجل تكامل محور المقاومة في عملية المواجهة التي ستنتهي بالنصر الحتمي بإذن الله تعالى.
خامساً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن الإثارة التي حصلت عقيب الإعلان عن اختطاف أحد مسؤولي التنظيمات اللبنانية إنما هي مسألة مدبرة، وتدخل في سياق التوتير اللامسؤول لأننا نعتبر أن المسألة تأتي في إطار صراعات استخباراتية ومحاولات الاستفادة من أي مسألة من أجل توتير الوضع الداخلي خدمة للكيان الصهيوني، لذلك نربأ باللبنانيين الدخول في هكذا أوضاع لا تفيد الوضع في لبنان ولا تساهم في تماسك الجبهة الداخلية اللبنانية، ونتمنى أن تنتهي هذه المسألة بالقبض على الفاعلين وتسليمهم للقضاء لكي ينالوا الجزاء المناسب.