إن قيام العدو الصهيوني بارتكاب مجزرة كبيرة في بلدة الهبارية استهدفت مركزاً صحياً وإغاثياً تابعاً للجماعة الإسلامية، هو دليل على همجية العدو الصهيوني وعدم امتلاكه لأهداف عسكرية، لذلك تراه يتخبط بين المراكز المدنية من بيوت آمنة ومعامل مدنية ومؤسسات صحية، تماماً كما يفعل في غزة عندما يتعدى على المستشفيات، فهو لم يبقِ مستشفى واحداً في منطقة شمال غزة ووسطها إلا وتعرض لها بالهدم والإقصاء عن القيام بخدماتها، وهو اليوم عندما يرتكب هذه المجزرة في مركز الطوارئ والإغاثة الإسلامية في بلدة الهبارية إنما يعبر عن حقيقته كدولة مارقة، دولة همجية، دولة لا تقيم وزناً للقيم الإنسانية، ونحن نعتقد بشكل جازم أن المقاومة الإسلامية والوطنية سترد على هذا الاعتداء، ولا ينفعنا الرسائل التي قد تأتي من العدو الصهيوني من أنه لم يكن يقصد ذلك، بل لا بد من رد رادع عن القيام مرة أخرى بهكذا عمل إجرامي.
نحن نعتبر أن ما تقوم به المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان هو واجب شرعي وإنساني ووطني وقومي، وبالتالي لا يجوز مطلقاً أن تتعرض المراكز الصحية والمراكز الإنسانية والمدنية لهجمة من العدو الصهيوني دونما رد.
نحن ندعو الدولة اللبنانية لأخذ القرار بتقديم شكوى لمجلس الأمن يطلب فيها إدانة العمل الذي قام به العدو الصهيوني في منطقة الهبارية، وكذلك القيام بالتعويض عن من مسهم هذا العمل. إن ما يفعله العدو الصهيوني اليوم من ارتكابه لهكذا مجازر إنما يريد أن يأخذ المنطقة نحو حرب أكبر، وهو لا يدري أنه إن دخلنا في حرب أكبر فإن زوال كيانه بات قريباً وقريباً جداً، لأن ما أعدته المقاومة له لا يمكن له أن يتحمله، وبالتالي فإن المقاومة وجمهور المقاومة ومحور المقاومة على استعداد كامل للقيام بواجباتها في الدفاع عن الأمة.
وإذا ما أراد العدو توسيع عملياته والقيام باستهداف أماكن مدنية، فإن المقاومة أيضاً قد قالت له أن التوسيع سيقابله توسيع، إن توسيع الردع نوعاً وكماً وكيفية هو بيد المقاومة، فهي التي تحدد الهدف ونحن من ورائها نعلن تأييدنا لكل ما تقوم به.
ونحن إذ نهنئ ونعزي الجماعة الإسلامية بشهادة هؤلاء الأبطال الذين كانوا يقومون بواجب إنساني ندعو الله عز وجل لهم بالثبات على نهج الحق نهج المقاومة.
وفي هذا السياق يستنكر تجمع العلماء المسلمين محاولات بعض الموتورين في منطقة رميش الإساءة إلى المقاومة عبر الإيحاء بأنها كانت تريد أن تقوم بقصف بالقرب من إحدى المدارس أو بالقرب من مراكز مدنية، وما أعلنت المقاومة عن أنه غير صحيح ومدسوس، وهذا يعني أن المخابرات الصهيونية تعمل وبكل قوة على إيقاع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وعلى المواطنين خاصة أهلنا في رميش إقصاء هؤلاء الذين يريدون إدخال المنطقة في آتون حرب أهلية لا يستفيد منها إلا العدو الصهيوني، ولن تنجر المقاومة إليها.
تجمع العلماء المسلمين يدين المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني باستهداف مركزٍ صحيٍ وإغاثيٍ تابع للجماعة الإسلامية: