عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري وتدارست الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية، وصدر عنها البيان التالي:
دخلنا في اليوم الواحد والسبعين بعد المئة من العدوان على غزة، ويستمر العدو الصهيوني بقصفه على مختلف مناطق القطاع ومحاصرته للمستشفيات واعتدائه على الطواقم الطبية لا لشيء إلا لإرادة الانتقام، وهذا ما يعتبر همجية حيوانية لا تتطابق مع أي مفهوم من مفاهيم الإنسانية، إن الوضع في غزة دخل الآن في مرحلة عض الأصابع، ومن يقول آخ أولاً، ونحن نعتقد بل نجزم بأن المقاومة لن تقول آخ أولاً بل هي ستصبر وستصمد وستواجه وستقاتل حتى تحقيق النصر الناجز والنهائي على هذا العدو الصهيوني، وهم يعتقدون اعتقاداً جازماً بأن النصر صبر ساعة، ولذلك هم مستعدون للصبر ومستعدون للصمود، خاصة أن هناك محوراً كبيراً يقف إلى جانبهم يمتد من طهران إلى العراق إلى اليمن إلى سوريا إلى لبنان، في كل الأحوال هذه المعركة لن تنتهي إلا بتحقيق ما يسعى إليه المقاومون في غزة، ولن تستطيع لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا بريطانيا ولا أي من الدول الأوروبية ولا الكيان الصهيوني أن يملي إرادته على هذا الشعب المستضعف، بل إن إرادة المقاومة أكبر بكثير من كل الأسلحة التدميرية التي يمتلكها هذا العدو وتغذيه بها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.
إننا في تجمع العلماء المسلمين، وبعد دراسة وافية للأوضاع على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي، نعلن ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين العملية الإرهابية التي حصلت في موسكو والتي أدت إلى أكثر من مئة وأربعين قتيلاً، إضافة إلى مئات الجرحى والتي تسترت الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس الأوكراني زيلنسكي بداعش لتقول إنها عملية قامت بها داعش، قد يكون الذي قام بهذه العملية عناصر من داعش، إلا أن المحرض والمخطط هي أوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يعني أن موسكو سترد في المكان الصحيح والمناسب، وهذه مناسبة أيضاً للتخلص من داعش في سوريا وإنهاء هذا الجيب المتمرد في إدلب، وعودة سوريا دولة واحدة محررة من جميع المحتلين.
ثانياً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للدولتين الروسية والصينية على الفيتو الذي أخذاه، في مواجهة القرار الأمريكي الذي كان يريد أن يدخل السم في العسل من خلال الإيحاء بأنه قرار لوقف إطلاق النار، في حين أنه تنفيذ لإرادة العدو الصهيوني في استكمال الحصار على غزة وتحقيق الأهداف الصهيونية في غزة، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تعرف أن لا حل للقضية في فلسطين إلا من خلال تحقيق مطالب حركة حماس والفصائل الفلسطينية والتي باتت معروفة عند الجميع.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على الدخول مرة أخرى إلى مجمع الشفاء الطبي وقتله خمسة من الأطباء والممرضين، وهذا يعني أنه لا يوجد هدف عسكري داخل المستشفى، وإنما هو إرادة تشفٍ ومحاولة تنفيس عن حقد وغضب لدى الصهاينة، وسط صمت من منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الإنسانية العالمية التي تدعي حرصها على الإنسانية، في حين أنها أبعد ما تكون عن ذلك.
رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لكتيبة طوباس في الضفة الغربية المحتلة على العملية الضخمة والجديدة والتي استعملت للمرة الأولى فيها سيارة مفخخة لتنفجر في جرافة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الصهيوني ضمن معركة طوفان الأقصى، وهذا يعني أن الضفة تطور من وسائلها وستقوم بإيقاع الأذى الكبير بالعدو الصهيوني حتى يتراجع عن عدوانه على غزة.
خامساً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة الإسلامية في العراق على عملياتها التي استعملت فيها الطيران المسَّير، والتي وصلت إحداها إلى مبنى وزارة الحرب الصهيونية في كيان الاحتلال، وهذا يؤكد مرة أخرى على أن محور المقاومة جاهز للتدخل ودعم المقاومة في غزة، وأن لا حل لدى الكيان الصهيوني للتخلص من هذه الأوضاع سوى التراجع و الذهاب إلى المفاوضات من أجل إنجاز عملية إطلاق متبادل للأسرى، الذي يسبقه وقف الاعتداء وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وإدخال المساعدات إلى كل مناطق غزة وعودة المهجرين إلى ديارهم.