عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري وتدارست الأوضاع في المنطقة خاصة ما يجري في فلسطين المحتلة في غزة والضفة الغربية، وكذلك ما يجري في الجنوب اللبناني من اعتداءات صهيونية متكررة، وجاء في البيان ما يلي:
ما زال العدو الصهيوني رغم دخولنا في الشهر الرابع يواصل عدوانه الهمجي والبربري على الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني وينال من المدنيين، وسط إخفاق كبير له في المواجهات الميدانية مع المجاهدين الذين أوقعوا في صفوفه العديد من القتلى والجرحى، وجعلته يعاني من هذه الإصابات، فهو لا يستطيع أن يتحملها وبنفس الوقت لا يستطيع أن ينسحب من المعركة من دون تحقيق ولو أي هدف بسيط مما حاول أن يروج له، فهو الآن يقع بين محذورين بين الخروج من المعركة مهزوماً وبين استمرارها وتَحَمُل ما يمكن أن يتعرض له على الصعيد الدولي خاصة بعد بدء المحاكمة الدولية له في محكمة العدل الدولية لإدانته بالإبادة الجماعية، والتي هي أوضح من الشمس وكل العالم يدري بها، وما هو مطلوب من محكمة العدل الدولية هو مجرد إعلان الحقيقة للناس جميعاً وللرأي العام العالمي بأن هذا العدو الهمجي عدو لا يقيم وزناً للإنسانية، ولا يقيم وزناً للأخلاق، ولا يقيم وزناً لشرعة حقوق الإنسان، وبالتالي فإننا ننتظر هذا القرار من هذه المحكمة لتثبت فعلاً أنها محكمة عدل وليست محكمة مسيسة.
إن العدو الصهيوني يواصل في لبنان محاولة التدخل عبر بعض العملاء وعبر محاولات التواصل مع المواطنين بأساليب مشبوهة، وذلك من أجل كشف حركة المقاومة مما يفرض على الأجهزة الأمنية من جهة، وعلى الشعب التحلي بالوعي الكامل وعدم الوقوع في حبائل هذا العدو الشيطانية.
وبناء لما تقدم فقد تدارست الهيئة الإدارية هذه الأوضاع وصدر عنها البيان التالي:
أولاً: يهنئ تجمع العلماء المسلمين القوى الأمنية اللبنانية على توقيفها لشخص مشتبه به في التعامل مع العدو الصهيوني، والذي أُلقي القبض عليه وعثر في حوزته على جهاز إلكتروني شديد التطور كما صدر في وسائل الإعلام، وهذا يؤكد أن العدو الصهيوني يواصل منذ فترة طويلة الدخول إلى المجتمع اللبناني من خلال عملاء يعملون على نقل المعلومات إليه، لذلك يجب التعامل مع هذا الموضوع بقسوة وإنزال أشد العقوبات به وبمن يسير في هذا النهج.
ثانياً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن الزيارات المتكررة والكثيرة للوفود الأجنبية سواء وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك وزيارة آموس هوكشتاين اليوم إلى بيروت وزيارات موفدين بريطانيين وعرب والتي كلها تتحدث عن أن الكيان الصهيوني يُعد لضربة كبيرة وعلينا آلا ننجر إلى هذا الأمر، كل هذا يهدف إلى إراحة إسرائيل على الجبهة الشمالية، يجب على هؤلاء أن يعرفوا أننا لا ننصاع للتهديدات، وأن الحل الوحيد لإيقاف ما يحصل الآن على الجبهة الشمالية هو بإقناع العدو الصهيوني بوقفٍ شامل لإطلاق النار ونهائي في غزة والدخول في مفاوضات والانسحاب من الأماكن التي احتلها بعد سبعة تشرين.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على قصف مركز الهيئة الصحية الإسلامية في وسط حنين ما أدى لارتقاء شهيدين من أفراد الدفاع المدني في المركز ويعتبر التجمع أن هذا الاعتداء على مؤسسة صحية هو ارتكاب لجريمة بحق الإنسانية وننتظر من المقاومة الإسلامية الرد المناسب.
رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لدولة جنوب إفريقيا على الدعوة التي تقدمت بها أمام محكمة العدل الدولية بأن هذا العدو الصهيوني يرتكب حرب إبادة بشرية ضد الشعب الفلسطيني، ويعتبر أن هؤلاء الصهاينة وعلى رأسهم ورئيس كيانهم الغاصب ورئيس حكومته ووزير الحرب ووزير الطاقة وأعضاء الكنيست والجنود هم كلهم الذين أمروا وساهموا في ارتكاب الإبادة الجماعية. ونحن ننتظر من محكمة العدل الدولية أن تصدر القرار المناسب في هذا الشأن لتثبت أنها محكمة عدل لا تنصاع لإرادة القوى العظمى.
خامساً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لأبطال القوات المسلحة اليمنية على مواجهتهم المستمرة مع العدو الأمريكي في منطقة البحر الأحمر، وخاصة العملية العسكرية التي قامت بها بإطلاق عدد كبير من الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة ضد سفينة أمريكية تعتدي على اليمن، وهذا يؤكد على عمق التواصل والترابط بين أركان محور المقاومة، ويؤازرهم في ذلك المقاومة الإسلامية في العراق التي استهدفت بالأمس قاعدتي حقل كونيكو وهيمو الأمريكيتين في سوريا وقاعدة مطار أربيل في العراق، ما يؤكد أن هذه المعركة ستتصاعد حتى يذعن العدو الأمريكي ويأمر العدو الصهيوني بإيقاف هذه المعركة التي تحصل في غزة، لأنها الطريق الوحيد لانتهاء الحرب المفتوحة على كل الجبهات، والحمد لله رب العالمين.