عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري وتباحثت في الأوضاع المستجدة خاصة في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان وإيران والعراق، وصدر عنها البيان التالي:
يبدو أن العدو الصهيوني يحاول نقل المعركة من داخل فلسطين لكي تكون معركة إقليمية يورط فيها الولايات المتحدة الأمريكية ويُشرك فيها أكثر من دولة في المنطقة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الجنون الذي ينتاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الخائف من المحاسبة التي ستطاله بعد الانتهاء من هذه الحرب بفشله النهائي إن شاء الله، ولذلك أقدم وبشكل فظيع على ارتكاب جريمة اغتيال الشهيد الشيخ صالح العاروري ورفاقه، ثم بعد ذلك قام بارتكاب مجزرة رهيبة في منطقة كرمان قرب ضريح الشهيد الحاج قاسم سليماني في ذكرى اغتياله، حيث يجتمع عدد كبير من المشاركين في هذه المناسبة، إن هذا التصرف من قبل العدو الصهيوني ومحاولته أن يوسع القتال ليشمل المنطقة بأجمعها يجب أن لا يؤدي إلى النتيجة التي يسعى إليها، بل يجب أن يُعاقب بشكلٍ تقني ورادع يمنعه عن الاستمرار في هكذا أعمال، وهذا يستدعي ردوداً قاسية من قبل محور المقاومة تصل إلى عمق الكيان وتطال مواقع ومراكز حساسة في هذا الكيان الغاصب، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية التي حاولت اليوم من خلال ارتكابها جريمة استهداف مقر للحشد الشعبي أدى إلى استشهاد أحد القادة في حركة النجباء الأخ طالب السعيدي (أبو تقوى) عبر مسيرة أمريكية يستدعي موقفاً حاسماً ونهائياً من قبل الحكومة العراقية، ذلك أن هذا الأمر يجب أن لا يتواصل والاحتلال الأمريكي يجب أن ينتهي.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد دراسة وافية للأوضاع في الساحتين المحلية والإقليمية نعلن ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على قصف منزل في وسط الناقورة ما أدى إلى استشهاد أربعة شهداء وجرح تسعة، وإصابة المنزل بأضرار جسيمة، وهذا يعني أن هذا العدو الصهيوني يواصل استهدافه للأماكن المدنية، ما يوجب على المقاومة أن ترد عليه رداً حاسماً، وذلك بتوسيع نطاق القصف ليشمل المنازل في داخل الكيان الصهيوني وفي المستوطنات، وبشكل يجعل رجوع المستوطنين إلى هذه المستوطنات أمراً مستحيلاً.
ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام مخابرات العدو الصهيوني بارتكاب تفجيرين قرب ضريح الشهيد الحاج قاسم سليماني في ذكرى اغتياله، مما أدى إلى ارتفاع مئة وأربعة شهداء وعشرات الجرحى، وهذه الجريمة المروعة والمجزرة البشعة يجب أن يكون الرد عليها رداً حاسماً من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة، وهذا لن يكون إلا من خلال توجيه ضربة في عمق الكيان، وتستهدف رموز الكيان الصهيوني.
ثالثاً: استنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام الاحتلال الأمريكي على قصف مقر للحشد الشعبي، ما أدى إلى استشهاد القيادي في حركة النجباء طالب السعيدي (أبو تقوى السعيدي) من خلال مسيرة أمريكية، وهذا يضع على الطاولة من جديد الطلب من الولايات المتحدة الأمريكية سحب جميع قواتها من داخل العراق تفعيلاً لقرار البرلمان العراقي الذي لم ينفذ إلى الآن، وعلى الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات المناسبة لهذا الأمر، وعلى المقاومة العراقية تصعيد عملياتها حتى تحرير كامل التراب العراقي.
رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين محاولات الولايات المتحدة الأمريكية، تقديم الدعم السياسي من خلال استمرارها في دعم الكيان الصهيوني في اعتداءاته على غزة في فلسطين، ويعتبر زيارة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إلى المنطقة هذه الأيام إنما تهدف إلى محاولة إنقاذ العدو الصهيوني من المأزق الذي يعاني منه، وبالتالي يجب أن يكون الرد من قبل محور المقاومة ودول المنطقة رداً واحداً، وهو أن على العدو الصهيوني الانسحاب من غزة، ووقف شامل لإطلاق النار والدخول في مفاوضات من أجل إطلاق جميع الأسرى وتبييض السجون.
خامساً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام جماعات إرهابية على اغتيال إمام مسجد في نيوراك في ولاية نيوجرسي الشيخ حسن شريف، ما أدى إلى استشهاده، ويدعو الجالية الإسلامية إلى الترابط والتماسك من أجل الضغط على حكومة الولاية للوصول بسرعة إلى منفذ هذه العملية الإرهابية التي نعتقد أنها بالنهاية تكون من تخطيط المخابرات المركزية الأمريكية لإشعال فتنة بين مواطني الولاية مسلمين ومسيحيين الذين وحدتهم القضية الفلسطينية، والحمد لله رب العالمين.